اين يقع سوق عكاظ

اصغر محافظة في الكويت
ديسمبر 25, 2023
أين موقع كرسبي كريم الكويت
ديسمبر 25, 2023

كما عودناكم دائماً أعزائنا زوار موقع دليل الخليج نقوم بنشر المواضيع وفقاً لطلباتكم وتساؤلاتكم الشائعة عن معلومة معينة، وموضوع مقالنا اليوم هو اين يقع سوق عكاظ، نرجو أن يكون ما جمعناه لكم يوفي حاجتكم وما تبحثون عنه.

اين يقع سوق عكاظ ؟ هذا السوق الذي يُعرف أنّ سكّانه الأوائل هم قبيلة عدوان ، وقبيلة هزان ، وهو اليوم أحد المعالم السياحيّة ، التي يقصدها السيّاح من شتّى أنحاء العالم ، إضافة لكونه مُلتقى تاريخيّ يجمع الفنّانين والأدباء والشعراء ، وكافّة المهتمين بتاريخ العرب القديم.

اين يقع سوق عكاظ

يقع سوق عكاظ في المملكة العربيّة السعوديّة ، في مدينة الطائف ، إلى الشمال منها ، على بعد أربعين كيلو متراً ، وعلى بعد 15 كيلو متراً عن المطار ، وحوالي 40 كيلو متراً عن المدينة ، وفي الطريق المتّجه إلى الرياض. ويُقال بأنّ قديماً كان يقع سوق عكاظ في أعلى نجد ، في ديار قيس بن عيلان بن مضر ، بين وادي نخلة وحاضرة الطائف ، وراء قرن المنازل ، في مكان تُسمّى الأثيداء.

سبب تسمية سوق عكاظ بهذا الاسم

سُمّي سوق عكاظ بهذا الاسم ، نسبةً لاجتماع العرب كلّ سنة فيه ، حيث يعكظ بعضهم بعضاً ، بالتناشد والمفاخرة ، أي يُدعك ويُعرك ، ويعكظ تعني يمعك. وبحسب الليث بن المظفر الكناني ، الذي قال: “سميت عكاظاً لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضاً بالمفاخرة ، وكلّ معاني الكلمة صالحة لتعليل التسمية ، فالحبس والعرك والعراك والقهر والمفاخرة والدَّعك والدَّلك والمجادلة والمطل والاجتماع والازدحام والتمنّع ، جميعها من أغراض عكاظ ووقائعه”.

أسواق العرب ما قبل الإسلام

كانت العرب قديماً ، في عصر ما قبل الإسلام ، تُقيم ثلاثة أسواق كبيرة ، هي بمثابة تجمّعات تجاريّة واجتماعيّة وثقافيّة ، وكانت تُعقد – حيث تقع سوق عكاظ ، وسوق مجنّة ، وسوق ذي مجاز – في أماكن مُختلفة من شبه الجزيرة العربيّة ، وبطريقةٍ دوريّة ، ويأتيها العرب من كلّ الأرجاء؛ فيتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب ، ويتفاخرون بها ، كما كانوا يتناشدون الشّعر ، ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم؛ كالنابغة الذبياني ، الذي كانت تُضرب له قبّة حمراء ، فيحكم بين الشعراء ، وتكون كلمته هي الفاصلة ، وكانت القصائد التي تحوز على إعجاب هؤلاء المحكّمين ، تطير في أرجاء الجزيرة ، ويتناقلها العرب في كل مكان ، وهذه الأسواق هي:

  • سوق عكاظ: أحد الأسواق الكُبرى في عصر ما قبل الإسلام. وكانت العرب تأتيه لمدّة 20 يوماً ، من أوّل ذي القعدة إلى يوم 20 من الشهر.
  • سوق مجنّة: بعد سوق عكاظ تسير العرب إلى هذا السوق ، فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة.
  • سوق ذي مجاز: تسير العرب بعد سوق مجنّة إلى ذي مجاز ، فتقضي فيه الأيّام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجّة. ومنها تسير إلى حجّها.

تاريخ سوق عكاظ

تجمع المصادر التاريخيّة والأدبيّة ، على أنّ تاريخ بداية سوق عكاظ كان في حدود عام 501 ميلادي ، حيث كانت طُرق التجارة قد انتظمت ، وتقاطعت على جزيرة العرب ، مع تطوّر الممالك العربيّة في مختلف أنجاء جزيرة العرب. وكانت مكّة المكرّمة محجة للعرب منذ آلاف السنين ، كما كانت مدن القوافل قد أخذت مكانتها التجاريّة والاقتصاديّة ، ومنها الطائف وما ولاها. ومن الشواهد على قِدَم سوق عكاظ ، الارتباط الوثيق بينه وبين إيلاف قريش ، وبذلك استقرّت تجارة قريش مع الممالك المجاورة. وقد كانت تقع سوق عكاظ في مكانٍ جغرافيّ يستوعب التجارات المحليّة والإقليميّة ، والقوافل التي تَرِد من خارج حدود جزيرة العرب. وشكّل توقيت تنظيم السّوق في فترةٍ زمنيّة تسبق موسم الحج ، في شهر ذي الحجة ، ومدتها 21 يوماً.

عكاظ في العصر الإسلامي

ارتبط سوق عكاظ بنشأة الرسول (ص) ، ونشر الإسلام بين قبائل العرب ، والدعوة لدين الله. وقد احتضنت ديار بني سعد رسول الله ، حينما أتت به حليمة السعدية (ر) ، ليقضي طفولته في مرابع قومها ، في أرض رعوية إلى الشمال من مكّة المكرمة ، وليست ببعيدة عن المكان حيث يقع سوق عكاظ . وقد جاءت به حليمة السعدية إلى سوق عكاظ عندما كان في حضانتها. وكانت العرب قاطبة ترد مكّة المكرمة أيام المواسم ، وترد سوق عكاظ ، ومجنة ، وذو المجاز ، وتُقيم هناك الأيام الطوال. وشهد الرسول (ص) في سوق عكاظ حرب الفِجار ، وفيه يقول: “قد حضرت مع عمومتي ورميت فيه بأسهم ، وما أحب أني لم أكن فعلت”. وحضر سوق عكاظ صبياً ، وشاباً ، وبعد البعثة. وقد ذهب مع عمه العباس إلى عكاظ ليريه منازل أحياء العرب ، فكان بعد هذا يتردّد على من يتوسّم فيهم مساعدته ، أو الاقتناع بدعوته لهم لدين الإسلام. وقابل في عكاظ قبائل عدّة ، كان يعرض عليهم الإسلام ، ويبحث عمَن يمنعه حتى يبلغ رسالات ربه ، حتى بعث الله إليه الأنصار ، من أهل المدينة. وبقي سوق عكاظ مركزاً تجاريّاً خلال العصر الإسلاميّ المبكر ، وكذلك محطّة رئيسة على طريق الحجّ القادم من اليمن ، مروراً بنجران وعسير والحجاز. أمّا موقع سوق عكاظ ، المسرح الكبير ، الذي شهد تجارات العرب ، ووفد إليه قبائل العرب وزعمائهم وقادتهم ، وشعرائهم وخطبائهم ، وعاداتهم وتقاليدهم ، وشهد على أحداثه النبي محمد (ص) ، فقد بقي موضعه الجغرافيّ وآثاره شاهد على تاريخ وماضٍ يتجدّد ، في أرض الرسالات وأرض الحرمين الشريفين.

إحياء سوق عكاظ من جديد

كان موضوع إحياءه محل اهتمام الدولة بأعلى مستوياتها ، وبعد توقّف دام 1300 عاماً ، كانت بداية الاهتمام به في عهد الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله ، الذي كانت لديه رغبة في إحياء سوق عكاظ ، وتجديده ، وقد وردت هذه الرغبة في خطاب إلى مؤسس جريدة عكاظ ، الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار ، بمناسبة صدور عددها الأول. أبدى الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حين – كان أميراً على الحجاز – اهتماماً بالبحث في تاريخه ، وتحديد موقعه ، وعمل عددٍ من الباحثين في ذلك العصر ، وبمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله ، وحينما باشر الأمير خالد الفيصل مسؤوليّاته أميراً لمنطقة مكّة المكرّمة ، تبنّت إمارة المنطقة فكرة إحياء “سوق عكاظ” بعد انقطاع 13 قرناً؛ ليكون السّوق أحد أهمّ مخرجات الاستراتيجيّة التنمويّة للمنطقة.

شعار سوق عكاظ الحديث

حيث يقع سوق عكاظ ، حمل شعاراً يدمج فيه الماضي بالحاضر ، فكان: “حلّة جديدة كليّاً… بين الماضي والحاضر ، خطوتَين… وبوابة عكاظ ، يتجدّد اللّقاء بكم كلّ عام في سوق عكاظ ، الذي يعود بطابعٍ استثنائي ومختلف. رحلة إلى الماضي ، ومحاكاة لزمانه… كما لم تره من قبل”.

عكاظ في المؤلفات

جاء ذكر عكاظ في عدّة مؤلّفات ، حيث ذكر بعضها وصف للحياة ، وللإبداع ، من خلال قصائد شعريّة ، وبعضها حدّد اين يقع سوق عكاظ ، وأشهرها:

  • ديوان عكاظ ، تأليف حماد السالمي ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • سوق عكاظ ، من ذاكرة التاريخ إلى بهجة الحياة ، تأليف هند باغفار ، جدة ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • عكاظ الرمز والتاريخ ، تأليف مناحي ضاوي القثامي ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • عكاظ وحي الإبداع وتجليات الوعي ، تأليف عالي سرحان القرشي ، عاطف بهجات ، مطبوعات نادي الطائف الأدبي ، عام 1428 هـ/ 2007 م.
  • سوق عكاظ في التاريخ ، تأليف محمد أحمد العقيلي ، مطبوعات نادي أبها الأدبي ، عام 1984 م.
  • سوق عكاظ في التاريخ والأدب ، إعداد: لجنة الآثار التاريخيّة بنادي الطائف الأدبي ، عام 1975 م.
  • موقع عكاظ ، تحقيق: عبد الوهاب عزام ، طباعة دار المعارف في القاهرة ، عام 1950 م.
  • سوق عكاظ ، جمع: محمد موسم المفرجي ، مطابع مؤسسة المدينة للصحافة ، جدة ، الطبعة الأولى عام 1417 هـ/ 1996 م.
  • سوق عكاظ في الجاهلية والإسلام: تاريخه ونشاطاته وموقعه ، تأليف ناصر بن سعد الرشيد ، طباعة دار الأنصار ، القاهرة ، الطبعة الأولى عام 1997 م.
  • قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية ، الجزء الثّاني ، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز ، الرياض عام 1435 هـ.

معلومات عن سوق عكاظ

هنالك العديد من الفعاليّات التي تقع في سوق عكاظ ، والتي جعلت منه موقعاً سياحيّاً وثقافيّاً، فلا بدّ من استعراض بعض المعلومات عنه ، وأهمّها:

  • يضمّ سوق عكاظ اليوم عدّة أجنحة ، وتصل إلى مساحة تقدّر بحوالي 6 آلاف متراً مربّعاً.
  • الفعاليات التي تُقام اليوم في سوق عكاظ ، هي: (متاحف ، معرضاً للفنون التشكيليّة ، والفوتوغرافيّة ، مكتبة ، ساحة ثقافيّة مفتوحة ، قاعات ورش عمل ، مجموعة كبيرة من المحال التجاريّة ، المطاعم ، المقاهي الأدبيّة).
  • إنّ تذكرة دخول السّوق كافية لحضور أغلب الفعاليّات ، إلاَّ التي تتطلّب تذاكر مستقلّة.
  • يمكن حضور الفعاليّات الغنائيّة بتذكرة دخول السّوق ذاتها.
  • تتوفّر في السّوق الخدمات العامّة ، كأجهزة الصرّاف الآلي ، والنقل الداخلي وغيره.
  • السوق والمرافق جميعها مهيأة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصّة.
  • مناسب للعوائل وأطفالهم ، والشباب أيضاًً.
  • تشمل المطاعم أصناف متنوّعة من الوجبات الغذائيّة.
  • يُمكن من خلال تعبئة النموذج في الموقع الخاصّ بسوق عكاظ ، من الحصول على مساحة داخله أو خارجه ، لمزاولة أيّ نشاط تجاريّ في العام القادم.

وبالحديث في هذه المقالة المعنونة اين يقع سوق عكاظ ؟ تعرّفنا على معلماً سياحيّاً فريداً في المملكة العربيّة السعوديّة ، ورافداً مهمّاً من روافد السياحة ، وأحد المعالم التاريخيّة الضّارب في جذور الماضي ، ومازال يحتفظ بعبق التاريخ ، وبريق الحاضر.

وفي الختام نأمل أن يكون مقالنا هذا على موقع دليل الخليج قد كفى ما تبحثون عنه فيما يتعلق بخصوص “اين يقع سوق عكاظ”.
نأمل منكم عدم التردد في التواصل معنا في حال كان لديكم أي استفساراتٍ أخرى سواءً أكانت تخص مقالنا “اين يقع سوق عكاظ” أو أي مقالٍ آخر تم نشره مسبقاً على موقع دليل الخليج.

Comments are closed.