أين يقع مسجد القبلتين

أين يقع مسجد القبلتين ؟ الذي يعرف أيضاًً باسم مسجد بني سلمة، لوقوعه في قرية بني سلمة. حيث يتميّز بتصميمه وزخرفته ومنارته الباسقة، وتفاصيله التي يتفرّد بها. كما يعزّز الإحساس بالتاريخ والقداسة. لا سيما خلق الجو المناسب للتأمل لملايين الحجاج الذين يزورون الموقع كل عام.

أين يقع مسجد القبلتين؟

يقع مسجد القبلتين في المملكة العربيّة السعوديّة، في المدينة المنوّرة، وتحديداً في الطرف الشمالي الغربي منها. حيث يقع على بعد 4 كيلو متر من المسجد النبويّ، على هضاب حرة الوبرة، في منطقة بني سلمة، على طريق خالد بن الوليد. كما يتقاطع مع شارع سلطانة والذي يُعرف بالمركز التجاري للمدينة المنوّرة. حيث الأرض المنبسطة إلى حدٍّ كبير، مع منحدرٍ طفيف في الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة، وواجهة تبلغ 83 متراً للطريق الرئيسيّ المجاور. [1]

تسمية مسجد القبلتين

تعود تسمية مسجد القبلتين الذي يقع في المملكة، إلى حادثة تتعلّق بنزول الوحي على النبي (ص). كما ذكرها المؤرخ والباحث المعروف الدكتور تنيضب الفايدي، نوردها فيما يلي: [1]

• “ورد في السيرة النبوية المطهرة، أن الرسول (ص) زار أم بشر بن البراءة بن معرور في موضع إقامة بني سلمة، وهو المكان الذي بني فيه هذا المسجد، فصنعت له طعاماً، وحانت صلاة الظهر فصلى ركعتين ثم أمر أن يوجه إلى الكعبة، فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فهي القبلة التي قال الله تعالى فيها: (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ). فسمي المسجد مسجد القبلتين، وذلك لأن صلاة واحدة صلّي نصفها جهة بيت المقدس والنصف الآخر جهة البيت الحرام، فكان هذا الموضع نقطة التحول في القبلة نحو الكعبة”.
• وأضاف: “روي عن ابن عمر (ر) أنه قال: “بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءنا رجل فقال: إن رسول الله (ص) قد أنزل عليه الليلة قرآن. وقد أمر أن يستقبل الكعبة ألا فاستقبلوها، وكانت قبلة الناس إلى الشام، فاستداروا وتوجهوا إلى الكعبة. وتابع قائلاً: وقد أراد بنو سلمة وهم يقطنون في جوار مسجد القبلتين، ترك هذا المكان والسكنى قرب المسجد النبوي الشريف. فبلغ ذلك رسول الله (ص) فمنعهم عن ذلك. فعن جابر بن عبد الله (ر) قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد. فبلغ ذلك رسول الله (ص) فقال لهم: “إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: “يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم”.

مراحل تجديد جامع القبلتين

بني مسجد القبلتين من قِبَل سواد بن غنام بن كعب في السنة الثانية للهجرة. وكان في بادئ الأمر مبنيّ من الطين واللبن، وتمّ سقفه بجذوع النخل. بينما مرّ بمراحل تجديد وتطوير عديدة عبر فترات زمنيّة طويلة، وذلك من قِبَل شخصيّات إسلاميّة بارزة. لما له من أهميّة دينيّة. فيما يلي نذكر هذه المراحل على سبيل المثال: [1]

• أوّل من قام بالاعتناء وبتجديد مسجد القبلتين هو الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز بين 87 و 93 للهجرة.
• قام بتعميره في عام 893 للهجرة كبير خدم المسجد النبويّ آنذاك وهو الشجاعي شاهين الجمالي، حيث جدّد سقفه أيضاًً.
• حظي باهتمام السلطان العثماني سليمان القانوني عام 950 للهجرة، حيث قام بتجديده وتعميره مجدّداً. كما تم تطويره وتوسعته فأزيلت الرابية وأقيم مكانها مبنى جديد واسع يتألف من طابقين.
• أُعيد بناؤه في عهد الملك عبد العزيز.
• تمّ الانتهاء من تجديده وتوسيعه عام 1408 للهجرة، وذلك في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.
• جرت تحديثات في عام 1426 للهجرة، شملت مصلى النساء، ودورات المياه، وتركيب السلالم المتحرّكة، وتحديث المداخل.

طراز بناء مسجد القبلتين

يعتبر مسجد القبلتين الذي يقع في المملكة العربيّة السعوديّة من أهمّ المساجد في العالم العربيّ والإسلامي. حيث تبلغ مساحته حوالي 3920 متراً مربّعاً. وهو عبارة عن مبنى من الخرسانة المسلّحة. تقع في الركن الشماليّ الشرقيّ منه المئذنة. يضمّ صالة مستطيلة الشكل، إلى الأمام منها هنالك رحبة محاطة بسور. بينما يتمّ الصعود إلى المسجد بواسطة السلالم الموجودة في الجهة الغربيّة. كما أن حوائطه ذات نوافذ مستطيلة الشّكل، فتمنحه البساطة في الشكل. تعلوه قبّتان، الأولى يبلغ قطرها حوالي ثمانية أمتار، بينما الثّانية فيبلغ قطرها حوالي سبعة أمتار. علاوة على ذلك، فإنّ ارتفاع كلّ منها يبلغ حوالي سبعة عشر متراً. وما يميّزه هو لونه الأبيض النّاصع. [1]

اقرأ أيضاًً: ما اسم اول مسجد بني في الاسلام

محتويات جامع القبلتين

يقع في مسجد القبلتين من الداخل محرابين، واحداً متجهاً إلى الشّام، والآخر متّجهاً إلى الكعبة. كما ونجد في الداخل المنبر المميّز، والأعمدة والأقواس والبديعة. بينما تزّين السقف بالثريّات التي تضيء بأنوارٍ ساطعة، وهي موضوعة على شكل نسقٍ واحد. والأرضيّة مغطّاة بالكامل بالسجّاد. [1]

معلومات هامة عن مسجد القبلتين

هناك بعض المعلومات الهامة عن كلّ ما يقع في مسجد القبلتين، وحتّى عن تصميمه، أذكرها على سبيل المثال: [2]

• يأخذ مسجد القبلتين شكل المثلّث. ويقع في طابقين. كما ويشرف على أربعة واجهات، حيث يبلغ طول الواجهة الجنوبيّة للمسجد حوالي 95 متراً. والواجهة الغربيّة يبلغ طولها 82 متراً.
• تتوسّط المسجد قاعة للصلاة، وبالتالي تبلغ مساحتها 119 متر مربّع. وتشمل هذه القاعة شرفة بمساحة 400 متر مربّع، خصّصت للنساء على دور مرتفع إلى الخلف من القاعة.
• تم هدم الهيكل الخرساني المسلّح الحالي الذي يبلغ من العمر 30 عاماً لتهيئة الموقع للمسجد الجديد.
• يمكن لمسجد القبلتين أن يستوعب ما يصل إلى 2000 مصلّي.
• تم استغلال الاختلاف في المستوى في الركن الجنوبي الشرقي من الموقع لدمج مستوى سفلي يعمل كمنطقة وضوء للمصلين. وتتسع لثمانين شخصاً.
• ترتفع قاعة الصلاة من طابق واحد فوق مستوى الأرض، وذلك إلى الشمال، حيث يكون مستوى الأرض منخفضاً.
• يتم الدخول إلى قاعة الصلاة من الفناء المرتفع، إلى الشمال أيضاًً، والذي يمكن الوصول إليه عن طريق السلالم والمنحدرات من اتجاهات الدخول الرئيسية.
• ترتفع القبة الرئيسيّة بشكل أسطواني تسمح للضوء بالتسرب إلى الداخل مباشرة فوق المحراب.
• ترتبط القبة الثانية بالقبة الأولى بشكلٍ متقاطع ترمز إلى الانتقال من قبلة إلى أخرى.
• يوجد أسفل المسجد نسخة طبق الأصل من المحراب الموجود في الغرفة السفليّة لقبة الصخرة في القدس، ربما لتذكير المتفرجين بأقدم محراب إسلامي موجود.
• خارجياً، فإن المفردات المعماريّة مستوحاة من العناصر والزخارف التقليديّة، وغالباً هي محاولة متعمّدة لتقديم صورة أصلية للموقع التاريخي القديم.

اهتمام المملكة بمسجد القبلتين

قال مدير فرع وزارة الشؤون الإسلاميّة والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينة المنورة، الدكتور محمد الخطري، أن مسجد القبلتين الذي يقع بمساحة تبلغ حوالي 3920 متراً مربعاً أدرج ضمن مشروع تطوير مساجد المدينة المنورة. كما أكّد على أن آخر المشاريع فيه نفذته شركة وطنيّة كبرى في عام 1426هـ. حيث عملت على تجديده وتوسعته. كما أقامت مبنى جديداً واسعاً يتألّف من طابقين، الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن. بينما الطابق العلوي فيه المصلى ومساحته 1190 متراً مربعاً. وذكر أيضاًً أنّه خصّصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء، تطل على ساحة المصلى. ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي مغطّى بالأشجار. [3]

في الختام، وبعد أن بيّنا أين يقع مسجد القبلتين، أحد أهمّ المعالم الأثريّة والدينيّة والتاريخيّة في المدينة المنوّرة، الذي يبهر كلّ ناظرٍ إليه من البعيد، حيث يبدو كلؤلؤة بيضاء. كما أنّه أول المقاصد لكلّ من يزور بيت الله الحرام، حيث مازال شامخاً منذ عهد الرسول الكريم حتّى اليوم.