كيف ساهمت وسائل التواصل بغزوة أنصار “ترامب المداري” للكونغرس البرازيلي؟

admin9 يناير 2023آخر تحديث : الإثنين 9 يناير 2023 - 10:43 مساءً
admin
الامارات
كيف ساهمت وسائل التواصل بغزوة أنصار “ترامب المداري” للكونغرس البرازيلي؟

موضوع مقالنا اليوم على موقع دليل الخليج الإخباري هو كيف ساهمت وسائل التواصل بغزوة أنصار “ترامب المداري” للكونغرس البرازيلي؟، نرجو أن ما جمعناه من المعلومات سوف ينال رضاكم واستمرارية دعمكم ومتابعتكم لنا.

كأنّ التاريخ يعيد نفسه بالرغم من اختلاف المكان وفارق بسيط في الزمان، إذ إنّ سيناريو اقتحام الكونغرس الأميركي، طبّقه بنسخته الترامبية طبق الأصل، أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو.

  • من اقتحامات أنصار بولسونارو للمؤسسات الحكومية
    من اقتحامات أنصار بولسونارو للمؤسسات الحكومية

وحدث ما كان متوقعاً في البرازيل. كأنّ التاريخ يعيد نفسه بالرغم من اختلاف المكان وفارق بسيط في الزمان، إذ إنّ سيناريو اقتحام الكونغرس الـأميركي في 6 كانون الثاني/يناير 2021، طبّقه بنسخته الترامبية طبق الأصل، أنصار الرئيس اليميني المتطرف الديكتاتور السابق جايير بولسونارو الملقب “بترامب المداري”، في عاصمتهم برازيليا، في محاولة فاشلة، للانقلاب على السلطة الشرعية الممثلة بالرئيس الحالي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وذلك بعدما اقتحموا مبنى الكونغرس البرازيلي وقصر بلانالتو الرئاسي والمحكمة العليا، وأثاروا خلالها الشغب والفوضى.

التشابه بين الغزوتين، لم يقتصر فقط على قضية تشكيك الرئيسيين ترامب وبولسونارو بنتائج الانتخابات (كلاً في بلده) وتمهيد الاثنان للفوضى عبر تحريض أنصارهم لافتعال الاضطرابات والقيام باعمال الشغب وإحداث الخراب، بل إنّ التطابق بلغ أيضاًً حدّ نقل التجربة الأميركية بحذافيرها، في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تمهيداً للغزو، من قبل اليمين المتطرف التابع لبولسونارو، وتعميمها في البرازيل، مع أنها لم تحقق أهدافها بالإطاحة بالرئيس لولا.

ما كان دور وسائل التواصل الاجتماعي  في هذه الغزوة؟ 

في الأسابيع التي سبقت غزوة المتطرفين البرازيليين على الكونغرس البرازيلي والمباني الحكومية البرازيلية، كانت وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد اشتعلت بدعوات لمهاجمة محطات الوقود والمصافي والبنية التحتية الأخرى، فضلاً عن تحريض الناس لحضور “حفلة صرخة حرب” في العاصمة، وفقاً لباحثي وسائل التواصل الاجتماعي البرازيليين. 

ولهذه الغاية، وقبيل هذه الغزوة، استخدم اليمينيون المتطرفون، المؤثرون على شبكة الإنترنت (ممن أنكروا نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في  البرازيل) وبشكل منظم وهادف ومدروس وعن سابق تصميم واصرار، عبارة معينة لاستدعاء آلاف المتظاهرين المتطرفين، إلى ما أسموه “Festa da Selma”،  تعديل لكلمة “selva”، وهو مصطلح عسكري للإشارة إلى “صرخة الحرب”، من خلال استبدال حرف “M” ب “V” على أمل تجنب كشفهم من قبل السلطات البرازيلية، التي لديها سلطة واسعة لاعتقال الأشخاص بسبب منشورات “معادية للديمقراطية” على الإنترنت. وهنا لا بد من الاشارة إلى أنّ “Festa”  تعني في اللغة البرتغالية “حفلة”.

وعليه، أظهر استطلاع أجرته شركة “Palver”، وهي شركة تراقب 17000 مجموعة عامة تتحدث عن السياسة الوطنية على “WhatsApp”، أنّ تعبير “Selma party” بدأ يستخدم للدعوة إلى الغزوة في برازيليا في 27 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وبلغ ذروته في 2 كانون الثاني/يناير  الحالي.

ولتحقيق أهدافهم التخريبية تلك، نشر الفوضويون على تطبيق  “Telegram” التواريخ والأوقات وخرائط الطرق لـ “Liberty Caravans”، أي “قوافل الحرية”، التي ستقل الأشخاص من 6 ولايات برازيلية على الأقل، وتنقلهم إلى الحفلة.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست”، عن إحدى المنشورات دعوة المواطنين إلى “الانتباه”، قائلاً: “نحن ننظم ألف حافلة. نحتاج إلى مليوني شخص في برازيليا”.

اقرأ أيضاًً: رئيس البرازيل: بولسونارو شجّع على الغزوات.. وسنعاقب من دعم ذلك

في المقابل، أفادت وكالة “Agencia Publica” البرازيلية، بأنّ منشوراً آخراً نُشر صباح يوم الغزو، تضمّن عبارات مثل “الضيوف يستمرون في القدوم. الدخول مجاني لجميع الوطنيين البرازيليين، باستثناء الأطفال وكبار السن. سيكون أعظم عرض في كل العصور”.

وعلى تطبيق “TikTok”، وجد الباحثون أن خمسة، من أصل ثمانية من أفضل نتائج البحث للكلمة الرئيسية “الاقتراع”، كانت لمصطلحات مثل “أوراق الاقتراع المزورة” و “أوراق الاقتراع التي يتم التلاعب بها”.

ليس هذا فحسب، وجه “Facebook” و”Instagram” آلاف المستخدمين الذين أدخلوا مصطلحات البحث الأساسية حول الانتخابات، إلى مجموعات تشكك في نزاهة التصويت. 

كذلك، تم تداول الآلاف من المنشورات التي تطالب القيام بانقلاب، إلى جانب الوسوم المشتركة المؤيدة لبولسونارو، والتي تزعم “تزوير الانتخابات” و”الانتخابات المسروقة”، على جميع خدمات وسائل التواصل الاجتماعي.

الجدير بالذكر أنّ شركة “Meta”، الشركة الأم لـ”Facebook” و”Instagram” و”WhatsApp”،  أعلنت الاثنين، أنّ أعمال الشغب تُعدّ “حدثاً مخالفاً”، مضيفةً أنّها ستزيل “المحتوى الذي يدعم أو يشيد بهذه الإجراءات”.

أمّا الخطاب الأكثر عنفاً وخطراً، فقد ظهر على خدمة الرسائل “Telegram” غير الخاضعة للإشراف إلى حد كبير، إذ بثّ اليمين المتطرف في البرازيل، مقطع فيديو فيروسي أزالته السلطات، دعا فيه إلى قتل أطفال أنصار لولا اليساريين.

المثير في الأمر، أنّ هذه النشاطات على وسائل التواصل، لقيت استجابةً سريعة، ظهرت من خلال  الحافلات المحملة بالأشخاص والتي هبطت في العاصمة الأحد، حيث اقتحموا وخربوا 3 مبانٍ حكومية رئيسية، كما أشعلوا الحرائق وسرقوا الأسلحة في أكبر هجوم على المؤسسات الديمقراطية في البلاد منذ الانقلاب العسكري في عام 1964.

ماذا عن علاقة مالك شركة “تويتر” إيلون ماسك غير المباشرة بأحداث البرازيل؟

في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، طرد الملياردير ماسك، الذي أكمل استحواذه على “Twitter”، موظفي الشركة بالكامل في البرازيل، باستثناء عدد قليل من مندوبي المبيعات، وفقاً لشخص مطلع على عمليات الفصل كان تحدث “للواشنطن بوست”، بشرط عدم الكشف عن هويته لوصف الأمور الحساسة.

اللافت، واستناداً إلى المصدر، فإنّ من بين أولئك الذين تم تسريحهم في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، 8 أشخاص، كانوا يتواجدون في ساو باولو، وقاموا بإدارة المحتوى على المنصة لرصد واستخراج المشاركات التي تنتهك قواعد التحريض على العنف والتضليل. 

المفارقة، أنّه بين هذه الانتقادات المتصاعدة أيضاًً منذ الانتخابات ، تلك التي كانت تستهدف على وجه التحديد ألكسندر دي مورايس، القاضي في المحكمة الانتخابية العليا، والمحكمة الفيدرالية العليا، الذي يحتقره أنصار بولسونارو، لأنّه منع العديد من القادة اليمينيين البارزين من النشر على الإنترنت.

وتبعاً لذلك، كشفت لقطات تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي من مظاهرة يوم الأحد، مثيري الشغب وهم يسحبون كرسياً من مبنى حكومي وضعوا عليه ختم الجمهورية البرازيلية. بعدها صاح أحد مثيري الشغب، “انظروا إلى الجميع ، إنّه كرسي الإسكندر الكبير!”، مستخدماً لقباً مهيناً لمورايس، ثم تبع ذلك شتائم، وفقاً للفيديو. 

ماذا عن رمزية تاريخ 9 كانون الثاني/يناير؟ 

في الحقيقة، يعتبر 9 كانون الثاني/يناير، مناسبة قومية مهمة في البرازيل، فهو اليوم الذي أعلن فيه أول حاكم للبلاد، الإمبراطور دوم بيدرو الأول، أنّه لن يعود إلى البرتغال، في ما يُعرف عموماً باسم يوم “سأبقى”.

وفي هذا السياق، قال فيكتور شاغاس، الأستاذ في جامعة فلومينينسي الفيدرالية في ولاية ريو دي جانيرو: “يبدو أنّ البولسوناريين كانوا يساوون بين بولسونارو، و بيدرو الأول، ويشيرون إلى أنّ الحكومة السابقة ستبقى”.

في المحصّلة، يمكن القول إنّ محاولة الانقلاب التي وقعت يوم الأحد كانت “محاولة واضحة لمحاكاة غزو مبنى الكابيتول الأميركي، باعتباره إعادة إنتاج للحركات الترامبية الهمجية، وإشارة رمزية للقوة والصلات العابرة للحدود بين اليمين المتطرف العالمي”.


وفي الختام نأمل أن يكون مقالنا هذا على موقع دليل الخليج قد كفى ما تبحثون عنه فيما يتعلق بخصوص “كيف ساهمت وسائل التواصل بغزوة أنصار “ترامب المداري” للكونغرس البرازيلي؟”.
نأمل منكم عدم التردد في التواصل معنا في حال كان لديكم أي استفساراتٍ أخرى سواءً أكانت تخص مقالنا “كيف ساهمت وسائل التواصل بغزوة أنصار “ترامب المداري” للكونغرس البرازيلي؟” أو أي مقالٍ آخر تم نشره مسبقاً على موقع دليل الخليج.