تكريم هشام جعيط ضمن فعاليات “معرض الكتاب التونسي”

اختارت الهيئة المنظمة لــ “المعرض الوطني للكتاب التونسي” في دورته الثالثة تكريم المفكر الراحل هشام جعيط ضمن ندوة بعنوان “يوم المؤرخ التونسي”، وذلك من خلال طرح مسألة “الكتابة التاريخية هل يمكن أن تكون هواية؟”، والتعريف بالمسارات المعرفية التاريخية والفلسفية لمؤلفات جعيط.

وبهذه المناسبة، قدم أستاذ الفلسفة معز الوهايبي مداخلة حول موضوع “الفلسفي في كتابات هشام جعيط”، معتبراً إياها “مضامين بهموم راهنة تقاطع فيها التاريخي بالحضاري والثقافي ضمن مقاربة معرفية لعالمين مختلفين العربي الاسلامي والغرب”، لافتاً إلى أن ذلك “شكّل لدى هشام جعيط وعياً ظل يراجعه بشكل مستمر في أكثر من أثر فكري”.

وأضاف الوهايبي: “لم يكن جعيط مفكراً استراتيجياً بقدر ما كان مفكر قيم ومواقف حيث تعهد فكرة (الايمان) كمسألة معرفية متميزة عن الايديولوجيا الدينية، مثلما طرح فكرة العلاقة بين العرب والغرب من منظور فلسفي بحت بما جعل منه مؤرخاً خلافياً مختزلاً لهموم الفرد في علاقته بالراهن المعيش”.

من جانبه، أجاب عبد الوهاب عن سؤال: “هل يمكن أن تكون كتابة التاريخ هواية؟” قائلاً إن “المؤرخ هو الذي ينقل ويحلل جملة من الاحداث والمسارات لأقوام وحضارات”، مشيراً إلى “بروز أهمية التاريخ مع ظهور الكتابة حيث لم يعد ينحصر على السرد ووصف المعلومات، بل تعدى ذلك إلى التحليل لإنارة البشرية حول الحاضر وربما المستقبل وفق قواعد علمية”.

وشكّل “يوم المؤرخ التونسي” مناسبة لطرح إشكالية كتابة التاريخ وشروطها: هل تتم وفق المدرسة المنهجية العلمية؟ أو منهج الهواة؟ حيث أكد الحبيب الكزدغلي “وجود من خدموا التاريخ وقدموا إضافات هامة بالاعتماد على المعرفة بالتراث والذاكرة الشفوية والمكتوبة، ولكن أيضاً وفق قناعات شخصية وأحياناً “ثأرية” من دون الرجوع الى كل المصادر”.