بهيج – بهجت – طلعت – طليع

admin22 سبتمبر 2021آخر تحديث : الأربعاء 22 سبتمبر 2021 - 6:40 صباحًا
admin
عربي ودولي
بهيج – بهجت – طلعت – طليع

موضوع مقالنا اليوم على موقع دليل الخليج الإخباري هو بهيج – بهجت – طلعت – طليع، نرجو أن ما جمعناه من المعلومات سوف ينال رضاكم واستمرارية دعمكم ومتابعتكم لنا.

ما كلّ ذي بهجة راقت محاسنه، يحوي محاسن هذا المنظر البهِج.. من هما بهيج وبهجت؟ هل من رابط بينهما وبين اسمي طلعت وطليع؟

  • بهيج - بهجت - طلعت - طليع
    بهيج – بهجت – طلعت – طليع

مَنْ عَمَّ طَلْعَتَكِ الغَرّاءَ بِالبَلَجِ
وخَصَّ مَبسَمَكِ الدُرِّيَّ بِالفَلَجِ
ما كُلُّ ذي بَهْجَةٍ راقَتْ مَحاسِنُهُ
يَحوي مَحاسِنَ هذا المَنظَرِ البَهِجِ
مَنْ رامَ حُسنَكِ لم يَنظُرْ إلى حَسَنٍ
 وفي سَنَى الشَمسِ ما يُغني عَنِ السُرُجِ

هذه الأبيات التي تجمع بين الوصف البديع لجمال تلك الحسناء، وبين الغزل الراقي الذي يدلّ على حِسٍّ مُرهَف وذوق رفيع مع جزالة العِبارة ومتانة الأسلوب ، هي للشاعر والفقيه المعروف بابن معصوم المدني (1642 – 1707) واسمه علي
بن أحمد الحُسيني.

وفي قطعته الغزلية هذه تتبدّى شخصيته المُتسِمة بالحشمة والعِفّة في وصف تلك المرأة الجميلة وفقاً لمقاييس الجمال التقليدية في الشعر العربي،فيذكر أن وجهها مشرق وأجفانها ساحرة وأسنانها متباعدة قليلاً ومنظرها يبعث على البهجة، ومن يراها يستغني بها عن رؤية غيرها من الجميلات، كما أن في ضوء الشمس ما يغني عن السُرُج، أي القناديل.

يستوقفنا في صفات تلك الحسناء طلعتُها الوضيئة والبهجة التي تتحلّى بها وتشيعها في نفس الناظر إليها، فمن هاتين المفردتين اشتُقّ اسما العلم طَلْعَتْ وبَهْجَتْ، ويُكتبان بالتاء المبسوطة تمييزاً للعلمية كما جرت العادة في العهد العثماني.

وللبهجة معنيان أحدهما الفرح والسرور، والثاني الحُسن والنضارة. فمن الأول قولُهم: بََهِجَ،بالشيء وله،يَبهَجُ،بَهَجاً وبَهْجَةً، إذا فرِح وسُرّ. فهو  بَهِجٌ وبَهيج. أي فرِحٌ مسرور. ومنه أُخِذَ اسم بهيج للرجل. وبهيجة للمرأة.

ومن الثاني قولُهم: بَهِج الشيءُ، إذا حَسُنَ ونضُرَ. ومنه قُرآناً: «وترى الأرضَ هامِدةً فإذا أنزلنا عليها الماءَ اهتزّت ورَبَتْ وأنبتَتْ من كلِّ زَوجٍ بَهيج».

يقال:وجهٌ بَهيجٌ،أي جميل حَسَن. ورَوضٌ أو نباتٌ بهيجٌ، أي حسنٌ نَضِر.

أما اسم طَلْعَتْ فمأخوذ من الطلعة اسم المرّة من طَلَعَ الذي يعني الظهور والرؤية. يقال:طَلَعَ القمرُ أو الشمسُ أو النورُ، يَطلُعُ،طُلوعاً،إذا ظهرَ وبانت رؤيتُه. والطلعةُ المرّةُ الواحدة من الطلوع.  وعليه قولُ أبي الطَيّب المتنبي (915 – 965):

خُذْ ما تَراهُ ودَعْ شيئاً سَمِعتَ بهِ
في طَلعةِالبَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ
وقد وَجَدتَ مكانَ القولِ ذا سَعَةٍ
 فإنْ وَجَدتَ لِساناً قائلاً فَقُلِ

وطلع النباتُ: نبّتَ. وطلعَ الشخصُ الجبلَ ونحوَه: صَعدَ. وطلع علينا فُلانٌ، إذا أقبلَ.  والطلعة المرّة الواحدة من طلوع ذلك كله. والطلعةُ من الإنسان وَجهُهُ، يقال: هو بَهِيُّ الطلعة أي حَسَن الشكل جميل.

ومن باب الغزل هذه الأبيات اللطيفة للشاب الظريف (1263 – 1289) واسمه محمّد بن سُليمان:

يا طَلعَةَ القَمرِ الذي لا أنثني
عن حُبّهِ أبداً ولا أتَبَدّلُ
شَخَصَ الأنامُ إلى جَمالِكِ وانثَنوا
عنهُ وقد أثنوا عليهِ وأجملوا
فَحديثُهمْ عن حُسنِ وَجهِكَ مُسنَدٌ
وحديثُهمْ عن طِيبِ ريقِكَ مُرسَلُ

ومن الأسماء المشتقّة من الطلوع طَليع. مأخوذ من قولهم: طلعَ الجبل َ وغيره،إذا علاه. على وزن فعيل بمعنى طالع. وقد يكون اشتقاقه من الطليعة وهي مقدّمة الجيش وغيره.

ومن أسمائهم طَلّاع. على وزن فَعّال مبالغة الطالع. وقولهم: فُلانٌ طَلّاع الثَنايا،أي أنه يتطلّع إلى معالي الأمور،أو أنه مُجَرّبٌ للأمور يُحسِنُ تدبيرَها. وهذا ما قصد إليه الحجّاج بن يوسف الثقفي (ت 714م) والي الخليفة عبد الملك بن مروان على العراق.  وذلك عندما دخل مسجد الكوفة مُتلثّماً فلما اجتمع إليه الناس قام فكشف عن وجهه وقال:

أنا ابنُ جَلا وطلّاعُ الثنايا 
متى أضعُ العِمامةَ تعرفوني

ثم قال: «إنّي لأرى رؤوساً قد أينعت وحانَ قِطافُها وإنّي لَصاحِبُها، وإنّي  لَأنظرُ إلى الدماء تَرقرَق بين العمائم والِّلحى». وكان هذا الطاغية عند وعيده فأسال أنهاراً من الدماء.

وفي الختام نأمل أن يكون مقالنا هذا على موقع دليل الخليج قد كفى ما تبحثون عنه فيما يتعلق بخصوص “بهيج – بهجت – طلعت – طليع”.
نأمل منكم عدم التردد في التواصل معنا في حال كان لديكم أي استفساراتٍ أخرى سواءً أكانت تخص مقالنا “بهيج – بهجت – طلعت – طليع” أو أي مقالٍ آخر تم نشره مسبقاً على موقع دليل الخليج.